ألمتابع لحراك الإئتلاف الوطني و سياسته الرّعناء على مدى السنوات الأخيرة .. بل منذ 2006م ؛ يلاحظ أن رئيسه و معظم أعضائه - بإستثناء دولة القانون و بعض المستقليين؛ كانوا يتعاونون مع مصالح الشّعب كخصوم و أعداء لمنفعة وأهواء أعضائه, حيث ركّزوا بكل ثقلهم على تغيير رئيس الوزراء و كأنه كان مجرماً بنظرهم, حتّى تعاونوا مع البعثيين و غيرهم من الفاسدين لضرب دولة القانون بعد التنازل عن الكثير من الثوابت العقائدية و الوطنية و دماء الشهداء و حقوق السجناء السياسيين للأسف الشديد .. للحصول على رئاسة الوزراء التي إستحقها دولة القانون لأنها هي الكتلة الأكبر!
و لم يكن هذا التصرف غريباً على سلوك البعثي الجعفري الذي دمرّ الصّف الشيعي عام 2006م حين شكل تياراً بإسم (الأصلاح الوطني) و إنفصل عن دولة القانون ليشق بذلك وحدة الصف الشيعي ممّا مهّد السبيل أمام القائمة الوطنية برئاسة صديقه البعثي علاوي لأن يفوز في إنتخابات عام 2006م و كاد البعثيين يسيطرون على مقاليد الحكم بعد حصولهم على 91 صوتاً مقابل 98 لدولة القانون بفضل مواقف و سياسات الجعفري الذي حصل على بقية أصوات الشيعة المتبقين و هي 69صوتاً, و كادت الطاولة تنقلب على الشيعة المساكين في العراق رأسا على عقب لولا إصرار دولة القانون و إتهام الأنتخابات بآلتزوير الذي لم يثبت لأحد ذللك!
لقد عاود الأئتلاف العراقي محاولاته الخبيثة من جديد بعد إنتهاء الأنتخابات الأخيرة التي جرت قبل ستة أشهر تقريباً و فشلت هذه المرة أيضاً محاولات الجعفري المُميتة في شقّ وحدة الصّف الشيعي والوحدة السياسية بعد إتفاقه مع علاوي البعثي رفيق دربه و كأنهم كانوا يجاهدون ضدّ الشيطان و اعوانه لا ضدّ من إنتخبه أكثرية العراقيين؛ ثمّ تنازلوا و رجعوا عن مواقفهم المنافقة المشينة مطالبين هذه المرة بمناصب سياديّة من دولة القانون كشرط لمسايرة الأمور على ما يرام , و كأنه تهديد أخير مبطن و إلا ستبدأ المعاكسات و الفساد من جديد من قِبل أعضاء الأئتلاف العراقي ضد دولة القانون لتخريب عملية البناء و مشاريع الدولة .. و بآلتالي تخريب كلّ العلمية السياسيّة بسبب أهوائهم الشيطانية البعثية المريضة!
بماذا تفسرون هذه المواقف الفاسدة التي سببت هدر عشرات بل مئات المليارات من أموال العراقيين الذين لا يعرفون ما يجري عليهم بسبب أهواء ثلة مريضة لم يكن همها يوماً مصالح الشعب أو دين الله!؟
هل هذا بآلله عليكم هي سياسة من يدّعي الدّين و الوطنيّة و يؤمن بآلقرآن .. بعد ما ثبت عملياً بأنّ همّهم الوحيد هو المنصب و التسلط و الأموال و آلرّواتب!؟
و آلجدير ذكره أيضاً؛ أن بيان الأئتلاف الذي ألقاه هذا اليوم إبتدأهُ المدعو إبراهيم الجعفري رئيس التحالف اللاوطني بكلمة (بسم الله الرحمن الرحيم) للأستهلاك المحليّ و هو لا يعرف معناها و فلسفتها بآلضبط .. مضيفاً لها سلاماً على أهل البيت(ع) ألذين لا يعرف موقعهم من الحياة و الولاية العملية بآلذات كغطاء لأستحمار الشيعة ثم أتبعها بآية قرآنية تحثّ على العمل ( و قل إعملوا فسيرى الله عملكم ...) وهو لا يعرف حتى سبب نزولها!؟
و ما كانت كل ذلك إلا لقلقة لسان واضحة من دون وعي أو فهم أو شعور لأبسط مضامينها و فلسفتها في واقع الحياة أو إرتباطها بحقوق آلنّاس التي هضمها و بولاية الله تعالى التي هي الأهم!
فلو كان يؤمن بتلك الآيات و المقولات و يعلم أبسط معانيها و أبعاد الولاية فيها؛ لكان إنتقد نفسه قبل أي أحد وَ لَتنازل عن موقفه و لَرَدَّ جميع الأموال التي أخذها من فقراء العراق, لكونه كان عالةً على خزينة العراق خلال عشرة سنوات و لم يُقدّم إنتاجاً مفيداً للوطن أو خدمة عمليّة أو حتى نظريّة مقابل كلّ تلك المليارات التي نهبها هو و العصابات التي تحيط به؛ بل كان سبباً لتنمر البعثيين من جديد و إستهلاك قوت الشعب و الفقراء مع جماعته الذين هم بمستوى جهله و خبثه .. و بآلتالي تعميق الجراج و الأرهاب و تشعبه حتى فقد العراق سيادته تقريباً على عشرات المدن و القرى .. و هم ما زالوا مستمرين بغيّهم و يضرب كلّ واحد منهم في كلّ شهر رواتب 200 عائلة عراقية فقيرة بضربة واحدة كراتب علني ناهيك عن النثريات و ما خفي عنا, و كأن شيئاً لم يكن و بأسوء ممّا كان يفعله البعثيون المجرمون بحقّ هذا الشعب المسكين, مُعتبرين تلك الأموال المنهوبة (مجهولة المالك) .. و كأن موارد العراق لهم بآلدّرجة الأولى و لا يوجد شعب مظلوم تعداده 35 مليون نسمة بحاجة لكل دينار يأخذه هؤلاء العاطلين الفاسدين, حيث يتعاملون و كأن تلك الأموال غنائم حصلوا عليها من سكان كوكب آخر بعد معارك فضائية بصواريخ كونية صممّها الجعفري و أعضاء الأئتلاف الوطني الأميين فكرياً و علمياً, و إن تلك الأموال العائدة من نفط العراق لا ترتبط بأهل أو شعب العراق من حولهم, و الذي يئن معظمهم اليوم من وطأة آلتهجير و من كافة الأحتياجات و النقص في الغذاء و آلدواء والتعليم و البؤس و الأرهاب!
ألجدير بآلذكر أيضاً ؛ أنّ السيد الجعفري و بعد جهد و عناء و تفكير عميق "جداً جداً"؛
أعلن بأنّ الكتلة الأكبر في البرلمان هي كتلة الأئتلاف الوطني و كأنّهُ أعلن عن معادلة رياضية كانت مستعصية على علماء الرياضيات و الفلك في العالم .. أو إكتشاف جديد في عالم الفكر و السياسة, و نسى بأنّ دولة القانون منظمة للأئتلاف أو منفصلة عنها و لوحدها هي أكبر الكتل البرلمانية حتى من آلأئتلاف الوطني نفسه الذي حصل على أصوات أقل بكثير من أصوات إئتلاف دولة القانون أثناء الأنتخابات الأخيرة!
و هكذا أفرح نفسه و آلجهلاء معه بعد ذلك الأعلان متصوراً بأنه أعلن عن شيئ جديد و معادلة فضائية أو كشف فايروس خطير كان من الممكن أن يُهدد حياة العراقيين بل كلّ البشرية في الأرض!!
تباً لهذا الجهل المركب ألحاكم في العقول السياسية النخرة .. و الموت الأصفر لهكذا مسؤولين نفعيين و خبثاء أمتلأت بطونهم و بطون عوائلهم بآلمال الحرام .. و هم لا يتقنون مهنة شريفة يخدمون من خلالها البشرية و لا حكمة في القول أو أداء إيجابي في العمل ليأكلوا من كدّ أيديهم بآلحلال .. سوى التصيد في الماء العكر و حياكة آلمؤآمرات على حساب الشعب و الترقب كآلذئاب و الثعالب من وراء الكواليس للقنص و ضرب الأموال و الرّواتب و المناصب من دون أدنى شعور إنساني بما يجري في العراق ألمخضب ألمذبوح من الوريد إلى الوريد بسببهم و بسبب الدّواعش المجرمين الذين إتخذوا سياسة و مواقف أمثال هؤلاء الأئتلافيين عذراً و حجّة للهجوم على الناس و الذبح و التنكيل بآلعراقيين جميعاً!
و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي